ها هو يناير البارد يلعق ماتبقى من ترسبات مفاجآته ليأتي باحداث ٍ متسلسلة راميا فاشية جديدة تُسجل في نهاية الثلث الأول من القرن الحادي والعشرين، يحمل بين كنفاته قاتلا لاتتعدى رؤيته عدسة البصريات والمجاهر، لتنتفض الصين وما بعدها دول العالم اجمع وتعلن مؤسسات الصحة عن حالة التاهب التام والتربصات القصوى لتستنفر المنافذ والحدود وترتبك المطارات، العيون متفحصة القادمين، كل قادم من الصين محل شك حتى تثبت سلامته، ومع تسلح وزارة الصحة وتأهبها ومع توجه كل مؤسسات الدولة لتشكيل خط دفاعي ضد الوباء الغاشم يبقى خط الدفاع الأول للمرء هي نفسه ووعيه وإدراكه، حالات كهذه مرت وستمر ومع كل نكبة او تجربة جديدة تزداد كريات الحذر وترتفع معدلاتها في المجتمع، سمعت احد كبار السن يقول يوما ” بو أصغر منك كمشه’ بمعنى إلتهمه ولاتسمح له بالتهامك، وهذا ما ينبغي علينا اليوم فعله واتخاذه فيؤخذ الحذر من مأمنه، الثقافة الذاتية وروح المسؤولية التى يتحلى بها الفرد ليؤازر وزارة الصحة والمؤسسات المعنية بذلك، علينا أن نكون على إلمام كامل بكل مواطن الوقاية ونتناقلها بأسلوب حضاري ونحارب ذلك الإرث الهائل من النقل السلبي للمعلومات المتناقلة عن غير ذي مصدر معتمد، ناهيك عن بعض المستبسلين الذين تأخذهم حماسة الشرح إلى اضفاء لغة التضخيم والتهويل ليرادفها الترعيب والتخويف، علينا أن ندرك إن كورونا المستجد هو فيروس كباقي الفيروسات التي تهاجم العالم بين جيل واخر او حتى خلال فترات زمنية متقاربة، يأتي هذا الوباء نتيجة التلوث وانخفاض الاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة، ومن العادات الحياتية السيئة ربما هو أكثر بكثير من انفلونزا عابرة او اعراض مشابهة لإلتهاب رئوي حاد او حتى عابر، قد يربك علاقة الإنسان بالحيوان فهو كغيره من السابقات تنقله تلك الكائنات البريئة على غير قصد إلى البشر والذي يتناقلونه فيما بعد بينهم بالتلامس والتقارب، على المستوى الشخصي وإيماني الخاص النابع من خبرة التراكمات الحياتية، إن شعبا كشعب بلادي الجميلة عمان قادر على التعاطي مع مثل هذه الظروف الاستثنائية بالتعامل بثقافة تامة عامة؛ بل بشراكة الفرد مع المؤسسة وبوعي كامل، فلا قلق على وطن تجاوز مواطنوه أنواء جونو وفيت وشقيقاتهم من العواصف والأعاصير حتى أصبح فيهم في داخل كل مواطن مسؤولية ووطن.
منى المعولي
#عاشق_عمان