تطرقنا في الحلقتين الاولى والثانية لعنصرين من عناصر امية الحضارات وهما امية التفكير وامية الانجاز, ونأتي في الحلقة الثالثة توضيح العنصر الثالث من هذه العناصر وهو عنصر “أمية الحفاظ على الممتلكات” وهذا النوع من انواع الامية الحضارية والتي انتشرت في الاوساط المؤسسية والعامة, وهي اللامبالاة بممتلكات الآخرين أيا كانت حكومية او خاصة , وان هذا الفرد يتصرف بهذه الممتلكات وكأنها لا تأتي بمردود ايجابي او سلبي عليه, وتناسى بانه اذا حافظ على هذه الممتلكات فكأنما يحافظ على ممتلكاته الخاصة وان بقاء هذه الممتلكات سليمة فإنما يوفر للامة مشوارها لبناء الحضارة التي ننشدها, وبتعامله السلبي مع هذه الممتلكات فإنما يؤدي الى انهيار السيولة التي تساعد على بناء الحضارة , ومن هذه التصرفات ما يلي:
عندما لا يبالي العامل (الرئيس والمرؤوس) في الحفاظ على ادوات المؤسسة التي يعمل بها فان هذا يدل على امية هذا العامل حول هذه الادوات وانها هي احد مصادر تطور المجتمع وبناء الحضارة.
عندما لا يبالي الفرد في الحفاظ على ادوات الاماكن العامة كالمتنزهات والطرقات والاسواق فان هذا يدل على امية هذا الفرد حول هذه الادوات وانها احد مصادر تطور المجتمع وبناء الحضارة.
عندما لا يبالي الفرد في رمي القمامة من سيارته او من نافذته منزله فان هذا يدل على امية هذا الفرد حول تأثير هذه المخلفات على البيئة وبالتالي على بناء الحضارة.
عندما لا يبالي الفرد بالمجازفة بحياته ويتهور في السرعة وفي دخول الاودية وغيرها فان هذا يدل على امية هذا الفرد حول تأثير ذلك على تعطيل جهات اخرى في انجازات اخرى للمجتمع وبالتالي بناء الحضارة.
لذلك لابد ان نعيد التفكير في منظومة التربية في الاسرة وكذلك منظومة التعليم التي تغير من السلوكيات الفكرية السلبية الى السلوكيات الفكرية الايجابية, ولا نتناسى بان الخير يوجد في البشر, ونلتقيكم في الحلقة القادمة.
د خميس بن محمد الكندي
[email protected]
#عاشق_عمان