هناك فوق عقبة جبل ضوي حيث السماء احتضنتنا بنجومها المتلألئة، وفي ليلة سحتنية تزهو بأنغام “الروغ” مع أهازيج القوم لتضاهي الموشحات الأندلسية في مقاماتها فيُخيّل لك أن النجوم، والجبال تتراقص من حولنا مع كل نغمة تنبعث من حناجرهم الجبلية، وطُرَف “أبي عمار” تطرب مسامعنا بنوادر اقتبسها من حياته الحافلة بالأحداث، وإن أطرقت بنظرك شرقًا ستبهرك أنوار ولاية نخل، وفي الغرب قرى وادي السحتن، هكذا ابتغى القائد هلال البسامي أن تكون سهرتنا فكانت وزيادة.
وعند الفجر المخملي، ضربنا بأرجلنا ميممين جهة الشمال حيث قمة جبل ضوي، التي تتزين بأشكال تضاريسية يحتار لها عقل اللبيب، وتتطلَّب دراسة “جيموروفلوجية” خاصة، فلم أرى تنورًا للضباب كحجم ما رأيته هناك، وقد حاول “إبراهيم، وجمعة الذهلي” اكتشاف الكهوف، والمغارات العجيبة مُتكئين على خبرتهما في هذا المجال، ناهيك عن “المتقاهرات” وهما عبارة عن صخرتين ضخمتين سقطتا من أعلى الجبل فحصرت كل منهما الأخرى لتضفي على المكان هيبةً وجمالًا في آنٍ واحد.
استأنفنا مسارنا مرورًا على عقبة “سنوت”، ووقوفًا على عقبة”شوحطان” ونحن نغذي أبصارنا بمنظر مهيب يجمع بين وادي بني هني، وجبال الحور في وادي الجهاور من جهة الشمال، وقرى السحتن العظيم في الغرب، غير غافلين عن نبتة “السعتر” الثمينة التي تختبىء بين شقوق تلك الصخور الصفوان، فنجني منها ما تيسّر لنا، ونمرح بما وجدناه من اخضرارٍ في تلك الربوع بعد أن جاد ربُّ الغيث عليها بسنةٍ خصيبة.
عند قمة جبل الجرار شرقي قرية فسح صَفَى مَشرَبُنا من خروسه العتيقة، وجراره المُحكمة الصنع، فأُدرك في عيون السحتنيين الفخرَ بما أرَّثَهُ أجدادهم، وهم يدركون تقديري لكل هذا الإرث، ومن تلكم القمة المسننة المتربعة على جبل الجرار هبطنا هبوطًا حادًا بإتجاه قرية فسح وكأن القوم في تعجلهم يهرعون لحضن قريتهم الوادعة غير آبهين بالصعاب التي تواجههم، لينتهي بنا المسار في بطن الوادي عند قرية فسح، ويستقبلنا سالم العبري بكرمه الموروث.
المسار: (جبل ضوي-سنوت-شوحطان-جبل الجرار)
المغامرون:
١- هلال البسامي (القائد).
٢- ياسر العبري.
٣- جمعة الذهلي.
٤-إبراهيم اليعربي.
٥-محمود الجهوري.
٦-ناصر العامري.
٧-جمعة المزروعي.
٨-مالك الخاطري.
٩-شاكر اليحيائي.
١٠-عبدالعزيز الكيومي.
كتب : عبدالعزيز الكيومي
الإثنين، ٦، يناير ٢٠٢٠
#عاشق_عمان