قدمت السلطنة ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية عرضها المسرحي “العمال” ، ضمن فعاليات المهرجان المسرحي الخامس للأشخاص ذوي الإعاقة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمقام حاليا بالكويت حتى التاسع من ديسمبر الجاري.
تحكي أحداث هذا العرض الذي عمل على تأليفه وإخراجه جلال بن عبد الكريم اللواتي بأن رجلا بسيطا عاطل عن العمل يدعى حمدان، تحاصره هموم الحياة ويفقد الأمل ويحاول الانتحار من أعلى سطح مبنى، فيصطدم في محاولة انتحاره بمراقب عمال النظافة الذي يهزأ بحمدان وهمومه ويصغرها مقارنا إياها بهمومه وغربته عن بلده، ثم تزل قدم حمدان فيسقط فينقذه مجموعة من عمال النظافة، وكنوع من رد الجميل للعمال يتبنى حمدان إضرابا لعمال النظافة، فيتوقف بموجبه العمال عن العمل وتتسخ المدينة؛ لأن أهلها لا يجيدون التنظيف، ويصل الخبر إلى مسؤول المدينة الذي يسخر بدوره من الإضراب ومن عمال النظافة، ويكبر الإضراب بتدخل الجمعيات الدولية وجمعيات المجتمع المدني التي تقحم نفسها ومطالبها في الإضراب متناسية العمال، ويؤدي ذلك إلى تضخم الإضراب وتكاثر مطالبه، مما يثير سخط مسؤول المدينة الذي يأمر بحل الإضراب مستخدما طرقا سياسية تارة وعنيفة تارة أخرى، ويكتشف حمدان بأنه أوقع نفسه في دائرة أكبر بكثير من أن يتحكم فيها، وأنه غير قادر على إدارة إضراب.
وقد عمل على تقديم هذا العرض المسرحي من الإعاقة البصرية: عمران بن صالح الرحبي، وأمير بن ناصر الحديدي، وفيصل بن جندوب الحارثي، وأحمد بن أسلم الحسني، وعيسى بن خميس العويسي، ومن الإعاقة السمعية: مروان بن رمضان الزدجالي، ومحمد بن سويد البوسعيدي، وياسر بن سعيد الوهيبي، وزاهر بن أحمد السيابي، وأيضا عبد الرحمن بن مبارك الضامري من فئة متلازمة داون، وقاسم بن سالم الريامي، وبلقيس بنت علي البلوشية، وكان في السينوغرافيا خالد بن سيف العامري، وفي المؤثرات الصوتية عيسى بن النوبي آل سعد، وساهم في عمل الديكور أنور بن خليفة الخنصوري.
ووضح حمود بن مرداد الشبيبي رئيس وفد السلطنة المشارك أن السلطنة ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية قدمت عرضا نال إعجاب القائمين على الشأن المسرحي، ويظهر جليا من خلال التفاعل الكبير من قبل الجمهور أثناء العرض وبعده، وعمل على تأديته بتفان واتقان شباب السلطنة من الأشخاص ذوي الإعاقة على اختلاف إعاقتهم، حيث أظهروا ما لديهم من طاقات وقدرات ومهارات في هذ العرس المسرحي الذي خصصته دول مجلس التعاون الخليجي بموجب قرار وزراء الشؤون الاجتماعية لإقامته، ويدلل – أيضا- اهتمام وزارة التنمية الاجتماعية ومسؤوليها لمجريات هذا المهرجان والاستعداد له، وعلى حرصها لتطوير وتنمية قدرات ومهارات ذوي الإعاقة في المجال المسرحي، ومتوجها في ختام حديثه بعبارات الشكر والثناء إلى طاقم العمل لمسرحية “العمال” نظير ما قدم من جهد لإبراز هذا العمل بالشكل المشرف.
وقال جلال بن عبد الكريم اللواتي مخرج ومؤلف مسرحية ” العمال”: نتمنى أن يرفع هذا العمل الذي قدم في الكويت اسم السلطنة، وأوجه الشكر للقائمين على هذا العرض الذين قدموا تضحيات وجهود كبيرة وواضحة في هذا العمل، حيث كانت التدريبات شاقة في بعض الأحيان، كما توجه بالشكر إلى وزارة التنمية الاجتماعية نظير ما قدمته من دعم ساهم بشكل كبير في إنجاح هذا العمل، حيث إن العرض ضم ممثلين من مختلف الإعاقات، وهذا التنوع في الإعاقات شكل لوحة جمالية لهذا العمل.
ووضح الممثل عمران بن صالح الرحبي أن مشاركته في هذا المهرجان تعتبر الثالثة، وقد استطاع الممثلون تقديم عرض وصلت رسالته للجمهور، متمنيا من هذا المهرجان الذي يتكرر كل ثلاث سنوات المساهمة في تغيير النظرة تجاه فن الأشخاص ذوي الإعاقة والقائمين عليه.
وأشار خالد بن سيف العامري مخرج السينوغرافيا أن العمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة له طعم يولد نوعا من المعرفة المتجددة التي تكتسب من خلال التعامل معهم وليس بالدراسة،والمشاركة في هذا المهرجان الخامس يعتبر تتويجا لما حصلت عليه السلطنة، وهو الفوز بالمركز الأول في المهرجان الرابع المقام في السلطنة، إلى جانب إظهار قدرات وإمكانيات والطاقات التي تمتلكها هذه الفئة، وإنهم بحاجة فقط إلى التمكين والأخذ بيديهم على خشبة المسرح ومنحهم مساحة للتعبير عن مشاعرهم وطموحاتهم .
العمانية
#عاشق_عمان