بات اللون الطاغي على الشعاب المرجانية في بحر الكاريبي هو الأبيض بعد زوال تلك الحمراء والصفراء والبنفسجية التي كانت تثير دهشة الغطاسين، في وضع يقلق الباحثين الساعين لمكافحة هذه الآفة التي تغزو مياه الكاريبي.
فخلال عام ونيّف، تعرضت السواحل الكاريبية في المكسيك لآفة غامضة أتت على مساحات كبيرة من الشعاب المرجانية عن طريق تفحيمها.
هذا المرض المسمى “المتلازمة البيضاء” قد يقضي بحسب المتخصصين على جزء كبير من الشعاب المرجانية المعروفة على السواحل الأميركية الوسطى والتي تمتد على حوالي 1000 كيلومتر عند سواحل المكسيك وبيليز وغواتيمالا وهندوراس، وتحتل المرتبة الثانية لناحية المساحة بعد الحيد المرجاني العظيم في أستراليا.
وقد يكون لتفحم الشعاب المرجانية انعكاسات سلبية على القطاع السياحي الحيوي للمنطقة. ولسخرية القدر، فإن السياحة قد تكون من أسباب الأذى.
هذه “المتلازمة البيضاء” التي تصيب أيضاً سواحل فلوريدا منذ 2014، سُجلت للمرة الأولى في المكسيك في تموز/يوليو 2018 في شمال منطقة الشعاب المرجانية.
AFP news agency
✔
@AFP
VIDEO: The breathtaking reds, yellows and purples of the Mesoamerican Reef have been turning sickly white, leading researchers on a desperate hunt to understand and fight the mysterious disease killing the Caribbean’s corals
Embedded video
14
3:00 PM – Nov 13, 2019
Twitter Ads info and privacy
15 people are talking about this
وأوضحت مسؤولة بيئية أن المرض يمكن أن يتفشى خلال بضعة أسابيع ويقضي على الشعاب المرجانية التي بقيت تنمو لعقود. وأضافت: “إذا ما استمرينا على هذه الوتيرة، سينهار هذا النظام البيئي في خلال خمس سنوات إلى عشر”.
ويعتبر العلماء أن هذه الآفة أخطر من مرض ابيضاض الشعاب المرجانية الذي يصيب أيضاً الشعاب المرجانية حول العالم، بما في ذلك بريطانيا.
ويعقب هذا الابيضاض ارتفاع درجة حرارة المحيطات الذي يؤدي إلى إطلاق طحالب مجهرية في المياه تعيش داخل الشعاب وتتسبب بتغير لونها إلى الأبيض.
لكن يمكن للشعاب المرجانية المصابة بالابيضاض أن تستعيد ألوانها إذا ما عادت الظروف الطبيعية في الوقت المطلوب، إلا أن تلك المصابة بـ”المتلازمة البيضاء” يكون مصيرها الموت الحتمي.
وفي هذا السياق، أوضحت كلوديا باديا عالمة المحيطات في “مركز البحوث البحرية في شبه جزيرة يوكاتان” في جنوب شرق المكسيك أن “النسيج المرجاني ينسلخ بالكامل ويموت تاركاً وراءه هيكلاً أبيض”.
وقد لا يثير أثر هذه المتلازمة أي ريبة لدى الأشخاص غير المحنكين في المجال.
وفي هذا السياق، قال إيمانويل فرنانديز وهو مهندس كيميائي أرجنتيني مارس الغطس أخيراً في كانكون، أشهر المدن الساحلية في المكسيك: “هي تبدو جميلة جداً. ما كنت لأتصور يوماً أنها تموت، كما يقول المتخصصون”.
من جهتها، قالت باديا: “كنا معتادين على الغوص ورؤية مساحات من الشعاب المرجانية الزاهية بألوانها. لكنها كلها ميتة الآن”.
وتصيب هذه الآفة 25 نوعاً من الشعاب المرجانية من أصل 40، وفق باديا. ومن بين هذه الأجناس، باتت ثلاثة على شفير الزوال التام.
ويعمل باحثون حالياً على إعادة تكوين بنك للحمض النووي للشعاب المهددة، أملاً في إعادتها للحياة يوماً ما.
كما يحاول العلماء فهم أسباب “المتلازمة البيضاء”. والمشتبه به الأول في هذا الوضع هو تردي نوعية المياه جراء انسكاب الصرف الصحي في البحر وبفعل وباء ضرب الطحالب أخيراً في وضع بيئي طارئ يتعين على المنطقة مواجهته.
كذلك تشكل المنتجات الكيمياوية التي يرميها السياح بينها الكريمات الواقية من الشمس، سبباً محتملاً آخر. وقد منعت السلطات أخيراً استخدام هذه المنتجات على السواحل المكسيكية.
وفي هذا السياق، أوضح المدير الإقليمي للجنة المتنزهات الوطنية كريستوفر غونزاليس أن “جزيئاً موجوداً في الكريمات الواقية من الشمس هو الأوكسيبنزون يعيق تكاثر الشعاب”.
المصدر: كانكون (المكسيك) – فرانس برس
#عاشق_عمان