تشهد عماننا الحبيبة هذه الأيام إنطلاق إنتخابات الأعضاء لمجلس الشورى في دورته التاسعة ، وتبذل الجهة ذات الصلة جهوداً جبارة في التعريف بالعملية الإنتخابية من أجل الإرتقاء وتطوير إجراءات العملية الإنتخابية. وتحدث موقعها باستمرار على الشبكة الإلكترونية لتوفير كل المعلومات للمهتمين ، وبالرغم من كل المعلومات سيبقى سؤال أمام كل ناخب خلال الفترة المقبلة من ينتخب من بين المرشحين ، حيث إن صوت الناخب أمانة وطنية تضع على عاتقه مسؤولية إختيار المرشح الأفضل لشغل مقعد مجلس الشورى ، حيث إن الناخب عليه دور كبير خلال الفترة المقبلة لأن صوته مع بقية أصوات الناخبين سيشكلون نصف المجلس القادم ، وهذا التصويت سيرسم نصف ملامح المجلس الجديد وإتجاهاته السياسية والرقابية والتشريعية ٠
وفي ولايتنا ” الخابورة ” نشهد حراك إعلامي في جميع وسائل التواصل المجتمعي لأجل الدعاية والتعرف على ما هو متوفر لدى المترشح من ثقافة ومعرفة وخبرات والقدرة على توصيل صوت المواطن بكل نزاهة وشفافية ، ونشهد أيضاً بعض التحركات الميدانية للحصول والظفر بعدد أكبر من الأصوات٠
ومرة أخرى سيتساءل الناخب لمن يعطي صوته ، هل لمرشح يحمل شهادة الدكتوراه ، أم مرشح لديه شهادة إبتدائية ، أم مرشح أنفق الكثير من المال على الدعاية الإنتخابية وصوره تملأ خدمات الواتساب وتويتر والفيسبوك ، ويتحدث كثيراً عن سيرته الذاتية على هذه الوسائل، أم مرشح حسن المظهر ويحضر الأفراح والأتراح والأنشطة الرياضية والإجتماعية ، أم مرشح رجل أعمال ثري ( هامور بالعامية ) ٠٠ عموماً لا بأس بالتصويت لهم ، وإن تنوع مشارب المرشحين الفكرية والثقافية والعلمية والحياتية كلها تصب في نهاية المطاف لمصلحة الوطن والمواطن .
لكن هناك صفات وسمات حيوية لابد أن يتصف بها المرشح وعلى الناخب أن يبحث عنها مثل الصدق والنزاهة والحيادية والموضوعية والجرأة والشجاعة والأمانة والتمسك بالمبادئ ، ولو كان هناك مرشح خلوق ومحترم ومتعلم ومستنير فكرياً ، لكنه ليست لديه القدرة والجسارة في الطرح والقول والرد وكيفية الإسترسال في الحوار ، فلا يصلح أن يكون عضواً في المجلس ٠
كما أن المرشحين الذين يتولون لأكثر من منصب إلى جانب السعي لعضوية المجلس ليسوا بالخيار الأمثل، فالعمل في المجلس يتطلب جهداً كبيراً في القراءة ومتابعة التواصل المباشر مع مختلف أطياف المجتمع وليس الفئات المؤثرة والفئات المرتبطة بمناصبه الأخرى فقط، وتحديداً بعد الفوز في الإنتخابات ، بالإضافة إلى حضور الجلسات والإجتماعات والإستقبالات الخاصة بضيوف وزوار المجلس ، فالوطن والمواطن يستحقان كامل إهتمام العضو خلال الأربع سنوات من عمر فترة العضوية في المجلس٠٠ أيها الناخب أن يوم السابع والعشرين من شهر أكتوبر لعام ٢٠١٩ هو يوم التصويت لإنتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة التاسعة ٠٠ نعم صوتك أمانة أيها الناخب فاحرص وأبذل جهداً لإختيار الأفضل لتمثيلك في مجلس الشورى .
خليفة البلوشي
#عاشق_عمان