أحــلام مستغانمــي
"قلوبهم معنا و قنابلهم علينا"



على عكس البعض فانا لم اعرف احلام مستغانمي إلا ككاتبة مقالات.
فمازلت متابع جيد لمقالاتها الاسبوعية التي تنشرها بمجلة زهرة الخليج.
وقرائتي لروايات أحلام قد أبتدت مؤخرا برواية "ذاكرة الجسد" (معرفه متأخره كالعاده من قبلي).

عـوده للكتـاب
قلوبهم معنا قنابلهم علينا
أحلام مستغانمي/روائية جزائرية
سنة الإصدار تموز 2009
نشر من قبل دار الآداب للنشر والتوزيع -لبنان-

الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات السياسيه التي كتبتها احلام في عمودها الإسبوعي في مجلة زهرة الخليج. مقالات مشبعه بإسلوب أحلام الساخر من الواقع الحالي المر الذي نعيشه نحن العرب.

الكتاب مقسم إلى أربعة أبواب
الباب الأول شوف بوش بقى واتعلم
الباب الثاني العراقي هذا الكريم المهان
الباب الثالث خالتي أمريكا
الباب الرابع تصبحون على خير يا عرب

الغريب أن الكتاب لم يحظى بتلك التغطية الاعلامية الكبيرة التي حظاها الكتاب الآخر لاحلام نسيان.كوم
على الرغم من ذلك فقد تهافت الناس على شراء الكتاب خلال معرض مسقط للكتاب الاخير الذي أقيم بشهر مارس امرا ليس بغريب إذا علمنا أن مبيعات الكتاب تجاوزت ال5000 نسخه خلال الأسبوع الاول لطرحه في بيروت.

في صفحات الكتاب الاولى كان لاحلام هذا التوضيح:
كان مقرّرًا لهذا الكتاب أن يصدر قبل ثلاث سنوات، حتى إنّ عنوانه كان ضمن فهرس كتب دار الآداب لسنة 2006. لكن في آخر لحظة كنت أعود و أؤجل مشروع إصداره.
مجرّد جمع هذه المقالات التي كتبتها على مدى عشر سنوات في زاويتي الأسبوعيّة بمجلة “زهرة الخليج” الإماراتيّة، و إعادة ترتيبها، حسب تواريخها و مواضيعها و مواجعها، كانا وجعًا في حدّ ذاتهما.
بعض هذه المقالات بكيتُ و أنا أُعيد قراءتها، و بعضها ضحكتُ ملء قلبي كأنّني لستُ من كتبها. و بحسب مقياس هذه الأحاسيس المتطرّفة، ارتأيتُ أنّها تستحقّ منكم القراءة.
لا أعتبر هذه المقالات أدبًا، بل ألمًا داريتُه حينًا بالسخرية، و انفضحتُ به غالبًا، عندما تعدّت الإهانة الجرعة المسموح بها لقلب عربيٍّ يُعاني من الأنفة.
قد يبدو غير مجدٍ الآن، كلّ ما كتبتُه هنا، و ما ستقرأونه في كتب لاحقة ستصدر ضمن سلسلة – هذا أوّل كتاب فيها – تضمّ مقالات مجموعة حسب قضايا و هواجس وطنيّة و قوميّة.. استنزفتني على مدى ربع قرن من الكتابة.
لكنّه توثيق لتفاصيل علقت بذاكرتنا القوميّة أو رفض لتكريس ثقافة النسيان، و تحريض لمن سيأتون بعدنا، على مغادرة الحظيرة التي نُحشر فيها كالقطيع و من ثمّ نُساق إلى المراعي الأمريكيّة المتحدّة، حيث لا ينبت غير عشب المذلّة..
سيقول بعضكم، إنّ كتابي هذا جاء متأخّرًا و أميركا على أهبة مغادرة العراق. و أردّ بقول لكرومر، يوم كان في القرن الماضي حاكمًا على السودان، و جاء من يسأله ” هل ستحكم أيضًا مصر؟”. فأجاب” بل سأحكم من يحكم مصر!”.
فالمحتل لا يحتاج اليوم إلى أن يُقيم بيننا ليحكمنا.. إنّه يحكم من يحكموننا، و يغارون على مصالحه، بقدر حرصه على كراسيهم.
ثمّ.. لأنّ قسمًا كبيرًا من هذا الكتاب خصّصته للتهكّم من “بوش الصغير”، لا أستطيع أن أمنع نفسي من تزويدكم بآخر ما قرأت عنه من أخبار و أنا أبعث بهذا الكتاب إلى المطبعة.
فلقد اشتكى الرجل الذي تحكّم بأقدار العالم لثماني سنوات، من أنّ مهامه الحاليّة تقتصر على تنفيذ أوامر زوجته لورا بحمل كيس بلاستيكي، و التنظيف وراء كلب العائلة “بارني” في حيّهم السكنيّ بدالاس!
إنّها فرصة للتأمّل في أقدار رجال، راح بعضنا يؤلّههم، و يقدّم قرابين الولاء لهم، ناسيًا أنّهم مجرّد بشر، بإمكان الزمن أن يمضي بهم في أيّة لحظة من مجرى التاريخ.. إلى مجاريه.
فهل من يعتبر؟